
عاممقال رئيس مجلس الإدارةمقالات
قانون الإيجار .. عدىّ النهار !!
تماماً كما الأغنية .. «عدى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر» .. أخشى أن نكون في انتظار «مغربية» كانت ألماً أو شجناً أو حزناً، أو يأساً، بعدما تم التصديق الرسمي على تعديلات قانون الإيجار القديم .. وفقدنا بذلك الأمل الأخير … هذا القانون الذي يتضمن موادا أثارت جدلا واسعا.
وسوف أوجز هنا أهم ملاحظاتي عليه بمنتهى الشفافية والموضوعية:
* لقد تغولت السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية رغم أنه وقبل مرور القانون بساعات قليلة هاجم رئيس مجلس النواب الحكومة لعدم توفر بيانات وإحصائيات فكيف بالله عليك ستتوفر تلك الإحصائيات بالنزاهة المطلقة بعد أن دخل القانون حيز التنفيذ !!؟؟
* لقد تدخلت الحكومة بدون وجه حق لفسخ عقود بين طرفين ارتضيا كل ما سطر فيها .. فالعقد شريعة المتعاقدين والقوانين لا تطبق بأثر رجعى فكيف يأمن المستأجر لعقود بديلة من نفس الفاسخ .. !!؟؟ هذا فى حال ما إذا توفرت الأموال اللازمة لهذا البديل للطبقات الفقيرة وأصحاب المعاشات.
إنها تجاوز للدستور وكافة قوانين وأحكام المحكمة الدستورية العليا التى حكمت بالإمتداد ومنع الطرد مع عدم ثبات الأجرة وهو ما يؤدى لفوضى قانونية وعدم الثقة مستقبلاً فيما تحكم به أعلى سلطة قضائية فى البلاد، فلك أن تتخيل ماذا سيحدث إذا تغولت السلطتان على السلطة القضائية أيضاَ.
لقد غضب الصابرون على الغلاء الفاحش، فكيف نتصور اليوم، طرد المعدمين ودموعهم وترويعهم بهذا التهجير القسرى من بيت العمر والحياة والجيرة والذكريات؟.
أهكذا يكون الحنان ورد فضل الصابرين المعدمين الذين دفعوا دم قلبهم على تجهيز منازلهم وتشطيبها من الألف للياء ودفع الصيانة للعقارات ثم يخرجون ” قسرا ” من سترهم وأمانهم للطرقات والشوارع بدون أدنى تعويض لهم ؟؟، برغم أن المادة 20 من القانون رقم 136 لسنه 1981 تقول إنه يحق للمالك عند قيام المستأجر بالبيع أو التنازل عن حق الانتفاع بالوحدة السكنية المؤجرة الحصول على 50% من ثمن البيع أو مقابل التنازل، أى أن تلك المادة معناها أن الدوله تعلم أن المستأجر له حق واعتراف بأنه شريك وليس مستأجر.
يا سادة: لقد استطاعت الحكومة بهذا القانون أن تفعل ما لم يستطع الكارهون فعله حين طحنت المواطن البسيط وصنعت إقطاعا جديدا ومجتمعا للعبيد والسادة .. (اللى معاه يتستر واللى معهوش يتفضح …)).
حينما يختل ميزان العدل يختل ميزان الإنتماء .. لا تجعلوا الوطن سكناً للأثرياء فقط .. ربنا يستر على البلد من دعوة المظلومين … ألا هل بلغت … اللهم فاشهد …






